مقدمة:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا) والصلاة والسلام على من أرسله الله ليبين للناس ما نزّل إليهم (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل:44]. وبعد، فمن العجيب أن نعيش في الظلمات ومعنا النور (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [إبراهيم:1]، ونعيش في التيه ومعنا الهدى (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) [البقرة:2]، ونعيش في المرض ومعنا الشفاء (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا) [الإسراء:82]، ونعيش في الذل ومعنا سبب العز والشرف (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [الأنبياء:10]، ونكون في موات ومعنا سبب الحياة (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [الشورى:52].
فما علينا بعد ذلك إلا العودة لمصدر هذه الخيرات وأخذه بقوة ليقودنا –بإذن الله– لتغيير أنفسنا، التي هي الطريق الوحيد لتغيير حالنا (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) [الرعد:11]
ومن هنا انطلق برنامج البناء التربوي ، نطمح فيه أن نتربى بالقرآن وبسنة النبي العدنان. نهدف من خلال برنامجنا إلى تربية جيل يأتم بالوحي وينشأ على مبادئ الإسلام فهما وخلقا وسلوكا، بحيث يكون هذا الجيل من لبنات نهضة أمتنا المنشودة بإذن الله تعالى.




إن التربية بالمفهوم القرآني هي وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم التي بعثه الله عز وجل من أجلها (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [الجمعة:2]، وهي مهمة الدعاة والمصلحين من بعده التي ورثوها عنه (وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) [الأعراف: 170]، واعتبارا بهذه الوظيفة النبوية والدعوية، ينطلق برنامج البناء التربوي بطبيعته القرآنية التربوية والتفاعلية، بحيث يهدف لتأسيس وبناء القاعدة التربوية الضرورية للمؤمنين، وذلك عبر بناء أركانها الإيمانية والتزكوية والمعرفية والحركية، في قلوب ونفوس وعقول منتسبيه، بحيث يكونوا ركائز دعوية وتربوية تحيا بالقرآن، وتزكي أنفسها بمعانيه، تأتم بالوحي وتعكف على تعلمه والعمل بهداياته، ومن ثم تنطلق لتبليغ أنواره في جنبات الأمة ومحاضنها.
طبيعة البرنامج:
إن التربية بالمفهوم القرآني هي وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم التي بعثه الله عز وجل من أجلها (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [الجمعة:2]، وهي مهمة الدعاة والمصلحين من بعده التي ورثوها عنه (وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) [الأعراف: 170]، واعتبارا بهذه الوظيفة النبوية والدعوية، ينطلق برنامج البناء التربوي بطبيعته القرآنية التربوية والتفاعلية، بحيث يهدف لتأسيس وبناء القاعدة التربوية الضرورية للمؤمنين، وذلك عبر بناء أركانها الإيمانية والتزكوية والمعرفية والحركية، في قلوب ونفوس وعقول منتسبيه، بحيث يكونوا ركائز دعوية وتربوية تحيا بالقرآن، وتزكي أنفسها بمعانيه، تأتم بالوحي وتعكف على تعلمه والعمل بهداياته، ومن ثم تنطلق لتبليغ أنواره في جنبات الأمة ومحاضنها.
يتكون البرنامج من أربعة مراحل أو مساقات متتالية، تستغرق في مجموعها ما يقارب العام ونصف. وهي تحت العناوين التالية:
- المرحلة الأولي: العودة للقرآن.
- المرحلة الثانية: التربية المنسية.
- المرحلة الثالثة: الارتباط بالوحي.
- المرحلة الرابعة: كونوا أنصار الله.
ويشترط للترقي والانتقال من مستوى إلى أخر الالتزام والنجاح في المرحلة المدروسة، وكذلك استيفاء الشروط الإدارية المتعلقة بمعدلات التغيب والتفاعل والنجاح في اختبارات الاجتياز.
اشتراطات الالتحاق:
الالتحاق ببرنامج البناء التربوي يتطلب القدر الآتي:
- الالتزام بحضور فاعليات البرنامج بواقع مرتين اسبوعيا بمقر المؤسسة.
- الالتزام بالقيام بتكليفات البرنامج والتي تستغرق ما يقارب الساعة يوميا.
- البرنامج للأعمار من 18 إلى 27 عام.
- وجود رغبة ذاتية ودافع داخلي وحرص المشارك على الانتفاع .
أهم محتويات البرنامج:
يتناول البرنامج عدد من المقدمات والموضوعات الهامة والتي تشكل بمجموعها حالة من حالات اليقظة الشاملة للإنسان المسلم في الجوانب المعرفية والإيمانية والنفسية والحركية.
ومن العناوين الهامة التي يتم التعرض لها البرنامج الاتي:
- مقدمات في أصول التصور الإسلامي للإنسان ودوره في الحياة.
- مفهوم التربية وفهم جوانب الإنسان المختلفة وكيفية التوازن بينها.
في الجانب الإيماني:
- تعزيز اليقين بأركان الإيمان.
- إحداث يقظة إيمانية من خلال الإجابة على الأسئلة الوجودية من المنظور الإسلامي.
- التعريف بالقرآن وخصائصه وغايات إنزاله.
- دراسة منهجية تلقى النبي وصحابته للقرآن وكيف أعاد تشكيل حياتهم من جديد.
- دراسة بعض الإشكاليات في تعاملنا المعاصر مع الوحي “كيف ولماذا وصلنا لهذا الحال؟”
- دراسة كيفية علاج الخلل في علاقتنا بالقرآن وكيفية الانتفاع به بالشكل الأمثل.
- فهم مركزية الصلاة وإقامتها من حيث كونها عماد الدين ومحراب الصلة بالله وبكتابه وأثر ذلك في حياة المسلم .

في الجانب النفسي:
- دراسة طبيعة النفس البشرية في التصور الإسلامي.
- التعرف على أمراض النفس ومظاهر الضعف النفسي.
- التعرف على مفهوم التزكية ومركزيته في الخريطة المعرفية الإسلامية.
- مدخل في خطورة الأمراض النفسية.
- نماذج عن المنهجية القرآنية والنبوية في معالجة ضعف وأمراض النفس البشرية.
- في الجانب الفكري:
- الغايات والوظائف الكبرى للفرد المسلم والأمة الإسلامية.
- مفهوم العبودية والاستخلاف وأثره على خيارات المؤمن الفردية.
- السيرة والسنة وأثرها في صياغة حركة العبد المؤمن
- التعرف على مفهوم إمامة الوحي للحياة وانعكاساته على الواقع.
وغيرها من الموضوعات الهامة والضرورية في مقدمات تشكيل وبناء العقل المسلم.
وختامًا:
فرجاؤنا في الله من هذا العمل أن يجعله سببًا يحقق به آمالنا وآمال المخلصين جميعًا من أبناء الأمة الإسلامية بان تعود لمكانتها وتسترد مجدها فإنما تبنى الأمم ببناء رجالها، وإن لهذا البناء أصوله التي يُقام عليها، وهي العقول الواعية، والقلوب النقية، والأنفس الزكية، والأبدان الباذلة لله، وسعيها كي تقييم دينه وتنتشر دعوته وإننا نسعى – بعون الله – جاهدين في بناء أنفسنا وهؤلاء الرجال على تلك الأصول.. طامعين في الله عز وجل أن يحقق رجاءنا وأن ييسر لنا أسباب النجاح وأن يجعلنا ممن يستخدمهم في بناء الجيل المنشود لنهضة الأمة.
فما أحوجنا إلى استمرار هذا الجهد في الطريق الذي رسمه الله لنا وعزمنا على المضي فيه، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا والحمد لله رب العالمين.